في حين أن النمو السحابي يبدو واعداً في شركات مثل Google، التي شهدت نمواً بنسبة 35%، إلا أن الإنفاق الضخم على مراكز البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي لا يزال يفوق الأموال الفعلية الواردة. تضاعف مايكروسوفت وأمازون وميتا استثماراتها في الذكاء الاصطناعي على الرغم من المردود غير المؤكد، حيث أنفقت شركة ميتا وحدها 9.2 مليار دولار على البنية التحتية في ثلاثة أشهر فقط. وعلى الرغم من أن مايكروسوفت تتباهى بأن منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ستحقق 10 مليارات دولار سنوياً، إلا أن هذا الرقم يتضاءل أمام التكاليف الهائلة التي يتكبدها عمالقة التكنولوجيا في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تحرق OpenAI ما مجموعه 5 مليارات دولار هذا العام. ويبدو أن السوق يشارك هذه المخاوف حيث يتصارع المستثمرون حول ما إذا كان سباق الذكاء الاصطناعي سيبرر تكلفته.

بدأت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية شهر نوفمبر بشكل جيد، حيث قفزت أسعار الأسهم بعد أن كانت أرقام التسليم في أكتوبر أفضل من المتوقع. وتصدرت شركة BYD المجموعة بإنجاز ملفت للنظر، حيث قامت بتسليم نصف مليون سيارة كهربائية وهجينة في الشهر الماضي وحده - وهو أفضل أداء لها حتى الآن. كما شهدت شركات كبرى أخرى مثل Xpeng وGeely ارتفاع أسهمها بأكثر من 6% بعد أن سجلت هي الأخرى نمواً قوياً في التسليم، مما يدل على القوة الأوسع نطاقاً في قطاع السيارات الكهربائية في الصين. وتأتي إثارة السوق في الوقت الذي تواصل فيه هذه الشركات طرح المزيد من السيارات، حتى في الوقت الذي تواجه فيه بعض العقبات التنظيمية من أوروبا، حيث يبحث الاتحاد الأوروبي في إمكانية فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية. ولكن في الداخل، لا يقف المسؤولون الصينيون مكتوفي الأيدي - فهم يعملون مع دول مثل فرنسا لإيجاد طرق للتغلب على هذه التوترات التجارية وإبقاء قنوات تصدير السيارات الكهربائية مفتوحة.

image_2024-11-04_145407622

لم تكن وول ستريت هي الوحيدة التي شهدت أسبوعًا صعبًا عبر المؤشرات الرئيسية. فقد أغلق مؤشر S&P 500 منخفضًا بنسبة 1.37% عند 5,728.81. كما شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا متواضعًا بنسبة 0.15%، ليغلق عند 42,052.19، بينما انخفض مؤشر ناسداك الذي يعتمد على التكنولوجيا بنسبة 1.57% ليغلق عند 20,033.14. وجاء موسم أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى متباينًا مع تقدم جوجل وأمازون في حين تأخرت أسهم إنفيديا وأبل وتيسلا ومايكروسوفت، وظل مؤشر S&&P 500 الأوسع نطاقًا ثابتًا في مواجهة ارتفاع عوائد سندات الخزانة. وتحسّن معدل ادخار المستهلكين، ولكن ضعف نمو الوظائف الذي بلغ 12 ألفًا فقط مقابل 223 ألفًا الشهر الماضي وضع سوق العمل في مركز الاهتمام على الرغم من استمرار انخفاض طلبات إعانة البطالة.

كما واجهت الأسواق الأوروبية ضغوطًا هبوطية في جميع المجالات. وانخفض مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 1.65%، ليغلق عند 4,005.26. وانخفض مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 1.18%، ليغلق عند 7,409.10. وتماشى مؤشر داكس الألماني مع نظرائه الأوروبيين، حيث انخفض بنسبة 1.07% ليغلق عند مستوى 19,254.97. تشير هذه الخسائر إلى أسبوع سلبي على نطاق واسع للأسواق الأوروبية، مما يعكس معنويات هبوطية مماثلة لتلك التي شهدتها المؤشرات الأمريكية.

أظهرت الأسواق الآسيوية أداءً متباينًا، مع بروز اليابان باعتبارها الرابح الوحيد. وارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.37% ليصل إلى 38,053.60، ربما بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام والعمالة والمرافق. وواجهت الأسواق الصينية ضغوطًا معتدلة، حيث سجل مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ خسارة بنسبة 0.41%، ليغلق عند 20,506.44. كما انخفض أيضًا مؤشر شنغهاي المركب في البر الرئيسي للصين، حيث تراجع بنسبة 0.84% ليصل إلى 3,272.01. تدرس الصين إصدار أكثر من 10 تريليون يوان من الديون الإضافية لإنعاش اقتصادها، لكن الخبراء يعتقدون أن هذا قد لا يعزز الطلب بشكل كبير لأن الكثير من الديون قد تتحول ببساطة من الحكومة المحلية إلى الحكومة المركزية وبنوك الدولة.

image_2024-11-04_145437235

وتعرضت أسعار النفط لضربة هذا الأسبوع، حيث انخفض خام برنت بنسبة 4% تقريبًا مع قيام المتداولين بتقييم عدة تطورات رئيسية. وأضافت تقارير الاستخبارات الإسرائيلية عن هجمات إيرانية محتملة من العراق دعمًا مؤقتًا للأسعار، ولكنها لم تستطع التغلب على مخاوف السوق الأوسع نطاقًا. ويستمر إنتاج النفط الأمريكي في تحطيم الأرقام القياسية، حيث سجلت شركات مثل إكسون وشيفرون أعلى مستوياتها على الإطلاق، في حين سحبت شركات الحفر الأمريكية 13.5 مليون برميل يومياً من باطن الأرض. وقد تؤجل أوبك + زيادة إنتاجها المخطط لها في ديسمبر لمدة شهر على الأقل، مما يدل على قلق المجموعة من ضعف الطلب وهبوط الأسعار. ويبدو أن المملكة العربية السعودية مستعدة لخفض أسعار نفطها للمشترين الآسيويين الشهر المقبل، مما يشير إلى أنها ترى ضعف الطلب في الأسواق الرئيسية. يسلط هذا الانخفاض، وهو أقل من 47.2 في الشهر الماضي و47.6 المتوقع، الضوء على التحديات المستمرة في الإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف.

تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل حاد في أكتوبر، حيث أضافت الوظائف غير الزراعية 12,000 وظيفة فقط مع الإضرابات واضطرابات الأعاصير، على الرغم من ثبات معدل البطالة عند 4.1%. ومع ذلك، فإن السوق يقف غير منزعج بسبب العوامل الخارجية المتوقعة التي تؤثر على البيانات.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية: يستعد الأمريكيون لانتخاب الرئيس القادم وأعضاء الكونجرس الذين ستؤثر قراراتهم على القوانين والسياسات الأمريكية. تتصدر كامالا هاريس، التي تمثل الديمقراطيين مع تيم والز المرشح الديمقراطي، ودونالد ترامب، المرشح الجمهوري مع جي دي فانس، سباقًا عالي المخاطر تتشكل من خلال السياسات المتعلقة بالهجرة والاقتصاد والعلاقات الدولية.

قرار سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي: من المتوقع أن تقوم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تتوقع الأسواق خفضًا بنسبة 0.25%، على الرغم من أن خفضًا أكبر لا يزال ممكنًا إذا دعمت البيانات الاقتصادية ذلك. تراقب اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن كثب بيانات الوظائف والتضخم لتحديد التعديل المناسب حيث تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي دون التسبب في حدوث ركود: عززت ميزانية بريطانيا الأخيرة من احتمالات ارتفاع مسار سعر الفائدة في بنك إنجلترا المركزي، لكن ضعف الجنيه الإسترليني يشير إلى الشكوك حول التزام بنك إنجلترا بموقف متشدد. وقد عدلت الأسواق توقعاتها لتتوقع تخفيضات أقل في أسعار الفائدة في العام المقبل، مع بعض الشكوك حول أي تخفيف فوري بسبب ارتفاع توقعات النمو والتضخم.

قرار سعر الفائدة في بنك الاحتياطي الأسترالي: من المتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأسترالي على سعر الفائدة عند 4.35% حتى نهاية عام 2024، مع احتمال خفضه في فبراير 2025. في حين وصل التضخم الاستهلاكي إلى المستويات المستهدفة، لا يزال التضخم الأساسي مرتفعًا، مما يجعل بنك الاحتياطي الأسترالي حذرًا بشأن تخفيف أسعار الفائدة.

مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي: ارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات إلى 54.9، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2023، وهو توسع صحي ومستمر في قطاع الخدمات للشهر الثالث على التوالي. شهد النشاط التجاري والطلبيات الجديدة نموًا ملحوظًا، لكن التوظيف انخفض، وسلط تباطؤ تسليمات الموردين الضوء على زيادة الطلب وقيود العرض.

.