تركز الأنظار على المحادثات التجارية التي ستعقد في سويسرا، حيث تتخذ الصين خطوة من خلال طرح إجراءات تحفيزية واسعة النطاق، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة وضخ سيولة كبيرة، لتخفيف الضربة التي تلحق باقتصادها من آثار الرسوم الجمركية الأمريكية، والتي تؤدي إلى تراجع نشاط المصانع والمخاوف من فقدان الوظائف والانكماش. وفي الوقت نفسه، تستعد الولايات المتحدة، بقيادة وزير الخزانة سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جاميسون جرير، لمناقشة تخفيض الرسوم الجمركية ومعالجة الحواجز التجارية المحددة، وهو ما قد يخفف من حدة التوترات بين العملاقين الاقتصاديين. لقد تسببت الحرب التجارية التي طال أمدها في توتر الجميع، حيث من المأمول أن ترجح كفة الميزان لصالح الصين خلال المحادثات. ويقع في قلب هذه الجهود خه ليفنغ، المسؤول الاقتصادي الصيني الرفيع المستوى والحليف الموثوق للرئيس شي جين بينغ، والذي سيشكل دوره المحوري في الدبلوماسية الاقتصادية المفاوضات. قد تكون نتيجة هذه المحادثات حاسمة بالنسبة للاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث يسعى كلا البلدين إلى حل تداعيات المواجهة الجمركية بينهما.

وكان رد فعل الأسواق سلبياً على اجتماع الرئيس ترامب مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، والذي لم يسفر عن أي نتائج، في حين أن العجز التجاري الأمريكي القياسي البالغ 140.5 مليار دولار في مارس أضر بالمعنويات، بالإضافة إلى نمو سلبي في المنتجات. أغلقت جميع القطاعات باستثناء المرافق والطاقة في المنطقة الحمراء، وكانت الرعاية الصحية هي الأسوأ أداءً، في حين كان أداء الأسهم الفردية مثل كونستيليشن إنرجي بنسبة 10.3%، بينما خسرت بالانتير 12% حتى مع ارتفاع التوجيهات.

اخترقت أسعار الذهب مستويات المقاومة واستفادت من الطلب المادي القوي من الصين والاهتمام بالملاذ الآمن. ويتوقع المحللون في لومبارد أودييه أنه قد يتماسك في نطاق 3,000 إلى 3,300 دولار إذا تجنبت الولايات المتحدة الركود وخففت من سياساتها الجمركية، على الرغم من أن الصراعات الإقليمية مثل الضربات الأخيرة التي شنتها الهند على باكستان قد تهدد الطلب المحلي، حتى مع إشارة الخبراء إلى أن العوامل العالمية مثل

أسعار النفط في طريقها للارتفاع للمرة الثالثة على التوالي، حيث ارتفع خام برنت إلى 62.89 دولارًا وخام غرب تكساس الوسيط إلى 59.92 دولارًا للبرميل، مع تركيز السوق على المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وعلامات انخفاض الإنتاج الأمريكي. ولا يزال كلا المؤشرين القياسيين يتداولان عند أدنى مستوياته في أربع سنوات بالنظر إلى قرار أوبك + بزيادة الإنتاج، والتعريفات الجمركية الأمريكية المتقلبة، وزيادة إجراءات العقوبات. ويحذر محللون من Scotiabank من أن خطوة أوبك الأخيرة قد تؤدي إلى فائض في المعروض العالمي يصل إلى مليون برميل يوميًا حتى عام 2025 وحتى عام 2026، مما قد يدفع أسعار برنت إلى مستويات 40 دولارًا.

وتراجع الدولار الأمريكي بسبب فشل المفاوضات التجارية الأمريكية، في حين واصل اليورو مكاسبه بعد انتخاب فريدريك ميرتز مستشارًا لألمانيا. انخفض الدولار التايواني قليلاً بعد ارتفاع قياسي، في حين ضعف اليوان الصيني بعد أن أعلنت بكين عن خفض أسعار الفائدة وضخ السيولة لمواجهة آثار الحرب التجارية. تستعد الأسواق لاجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مع إجماع المتداولين على أن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة ثابتة مع تقديم القليل من التوجيهات.