جاءت أرقام التضخم الأخيرة كما هو متوقع، حيث جاءت أسعار المستهلك الأساسية أقل من المتوقع في ديسمبر عند 0.2% نموًا شهريًا. ارتفع رقم التضخم الرئيسي إلى 0.4% للشهر، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، ولكن يبدو أن المستثمرين ركزوا أكثر على القراءة الأساسية الإيجابية التي تستبعد أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة. واستقر معدل التضخم السنوي الإجمالي عند 2.9%، وهو ما يمثل انتعاشًا طفيفًا من 2.7% في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يشير البعض إلى أن 3% هو المعدل الطبيعي الجديد. وقد وصف خبراء السوق مثل Vital Knowledge هذا الرقم بأنه "ثالث رقم تضخم متشائم خلال الـ 24 ساعة الماضية"، حيث يأتي بعد بيانات مشجعة مماثلة من أسعار المنتجين والتضخم في المملكة المتحدة. وفي حين أن بعض المحللين يحذرون من أن التضخم لا يزال "لزجًا"، إلا أن المزاج العام في وول ستريت متفائل بأن الاقتصاد يمكن أن يستمر في النمو بينما تتراجع ضغوط الأسعار تدريجيًا.
وأشار تقرير التضخم يوم الأربعاء إلى أن تقرير التضخم يوم الأربعاء كان له وقع إيجابي على السياسة المالية، حيث شهد مؤشر ناسداك مكاسب أفضل من نظيره في السوق، كونه المؤشر الأكثر حساسية لتعديل أسعار الفائدة. وقاد قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية الاستهلاكية قطاعات الأسهم الاستهلاكية بنمو قوي، حيث عززت الأرباح القوية التي حققتها البنوك الكبرى مثل جولدمان ساكس وويلز فارجو وسيتي جروب التفاؤل. كما أدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس إلى تعزيز المعنويات بشكل أكبر، في حين ارتفع النفط الخام والبيتكوين بشكل ملحوظ.
>>الذهب
أسعار الذهب وصلت إلى أعلى مستوياتها في شهر واحد بعد ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع في ديسمبر. وكان هذا مدعومًا بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية وضعف الدولار، على الرغم من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حد من بعض الطلب على الذهب كملاذ آمن. وأظهرت المعادن الثمينة الأخرى عمليات شراء طفيفة، حيث انخفضت الفضة بشكل طفيف وارتفع البلاتين.
وبقي خام برنت فوق مستوى 82 دولارًا للبرميل، غير متأثر باتفاق وقف إطلاق النار الجديد، حيث أن عوامل مثل مخاطر العرض والانخفاض المستمر في مخزونات الخام الأمريكية أكثر أهمية. ويحذر محللون من RBC Capital Markets من أن ضعف العوامل الأساسية، مثل ضعف الاقتصاد الكلي واحتمال زيادة المعروض، قد يضغط على الأسعار نحو الانخفاض، متوقعين أن يبلغ متوسط سعر برنت 65.42 دولارًا أمريكيًا لهذا العام. وتبقى المخاطر المستقبلية محدودة بعد أن حافظت منظمة أوبك على توقعاتها بنمو الطلب العالمي الثابت في عام 2026.
استقر الدولار الأمريكي حول 109 بعد انخفاضه لثلاث جلسات مع بيانات التضخم التي عززت الاقتناع بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في عام 2025. وصل الين الياباني إلى أعلى مستوى له في شهر واحد مقابل الدولار حيث قامت الأسواق بتسعير الزيادة المحتملة في سعر الفائدة من قبل بنك اليابان الأسبوع المقبل، حيث أشار المحللون إلى احتمال زيادة بنسبة 78% تقريبًا بمقدار 25 نقطة أساس. تم تداول اليوان الصيني بالقرب من أدنى مستوى له في 16 شهرًا حيث ينتظر المستثمرون وضوحًا بشأن خطط الرئيس ترامب القادمة بشأن التعريفات الجمركية بينما يراقبون التخفيضات المحتملة في نسبة الاحتياطي من البنك المركزي الصيني قبل عيد الربيع.