تم إصدار مجموعة من بيانات الاقتصاد الكلي، ولكن التركيز الرئيسي كان على مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات، والذي شهد تباطؤًا في النمو في يناير/كانون الثاني، ويرجع ذلك جزئيًا إلى سوء الأحوال الجوية وعدم اليقين بشأن السياسات التجارية. في الوقت نفسه، ظل التوظيف قويًا، حيث أضاف أرباب العمل في القطاع الخاص وظائف أكثر من المتوقع، مع الاشتباه في وجود فجوة خلفتها زيادة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. ومع ذلك، فإن العجز التجاري الآخذ في الاتساع يحكي قصة مختلفة، حيث سارعت الشركات إلى استيراد السلع قبل بدء تطبيق التعريفات الجمركية المحتملة، مما أدى إلى ارتفاع الواردات إلى مستويات قياسية. ويُسلط هذا الاندفاع الضوء على المخاوف الناجمة عن التوترات التجارية، لا سيما مع الصين والمكسيك وكندا، والتي قد تؤثر على الاقتصاد إذا بدأت الشركات في تقليص حجم مخزونها أو زيادة المخزون الذي سيزيد من النفقات العامة. في الوقت الحالي، لا يزال سوق العمل نقطة مضيئة، لكن الأنظار ستتجه إلى تقرير الوظائف يوم الجمعة لمعرفة ما إذا كان هذا الزخم سيستمر أو ما إذا كانت التصدعات قد بدأت تتشكل.

أغلقت الأسهم على نطاق واسع على ارتفاع حتى مع الأرباح المخيبة للآمال من شركات Mag7، على الرغم من أن الأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة كان أداؤها أفضل، حيث ارتفع مؤشر Russell 2000 بنسبة 1% بينما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.39% فقط، حيث قاد قطاعا العقارات والتكنولوجيا المكاسب بينما تخلفت خدمات الاتصالات. وقد خففت أرقام التوظيف الإيجابية في ADP ونمو الأجور المستقر من حدة التوترات الجمركية ومخاوف التضخم. وتراجع منتجو الكيماويات المحصولية، FMC بشدة بسبب فقدان الإيرادات وخفض التوقعات، في حين كان أداء مورد التكييف JCI أفضل مع تزايد الطلب على مبردات مراكز البيانات.

سجل الذهب مستوى قياسيًا آخر مرتفعًا، مع الطلب المادي القوي وشراء الملاذ الآمن مع تشديد التوترات التجارية. ووصلت العقود الآجلة للذهب إلى أعلى مستوياتها عند 2,882 دولار للأونصة، مسجلاً خامس جلسة على التوالي من المكاسب، حيث سعى المستثمرون إلى الملاذ من المخاطر الاقتصادية والآثار التضخمية المحتملة للتعريفات الجمركية. وأشار المحللون إلى زيادة الطلب على الذهب المادي، مع ورود تقارير عن معاناة البورصات في تلبية احتياجات التسليم، في حين ارتفعت تكلفة الاقتراض لشراء الذهب إلى 10% بسبب زيادة سحب الذهب المادي من لندن.

وتراجع سعر نفط خام برنت إلى المستوى الذي لوحظ قبل سريان تعريفة ترامب، والذي انعكس الآن، بينما يتوقع المحللون أن يحوم السعر بين 60- 65 دولارًا للبرميل خلال النصف الثاني من العام، حيث تفوق زيادة العرض من خارج أوبك+ على نمو الطلب. وتسلط سيتي ريسيرش الضوء على أن سياسات الرئيس ترامب، لا سيما تركيزه على خفض أسعار الطاقة لمكافحة التضخم، تزيد من الضغوطات.

أغلق الدولار الأمريكي على انخفاض للجلسة الثالثة، مسجلاً أدنى مستوى له في ثمانية أسابيع مقابل الين الياباني حيث وجد دعمًا إضافيًا من توقعات رفع أسعار الفائدة الإضافية من قبل بنك اليابان، مع دعوة المسؤولين إلى مواصلة التشديد. وفي الوقت نفسه، استقر الجنيه الإسترليني مستقرًا حتى في ظل توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا، في حين استقر اليوان في الخارج بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر بعد أن تحدت الصين الرسوم الجمركية الأمريكية في منظمة التجارة العالمية. تشير معنويات السوق إلى أنه مع انخفاض مخاوف التضخم الناجمة عن التعريفات الجمركية، فإن الاحتياطي الفيدرالي لديه مرونة أكبر في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.