فقد فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، والتي من المقرر أن تصل إلى 1 أغسطس، إلى جانب تعريفة شاملة بنسبة 25% على الدول الآسيوية، بهدف رئيسي هو إحياء صناعة النحاس الأمريكية التي يدعي بايدن أنها دمرت. وارتفعت الأسعار مع تسابق التجار لإغراق الموانئ الأمريكية قبل الموعد النهائي، حيث قاموا بإعادة توجيه السفن إلى هاواي وبورتوريكو لتقليص أيام من أوقات التسليم. وسارعت كل من تشيلي وكندا وبيرو إلى تفادي الضربة، في حين هللت الشركات المحلية العملاقة مثل فريبورت-ماكموران بعد ارتفاع أسهمها. انتقد لولا البرازيلي خطوة ترامب ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، مستشهدًا بالفائض التجاري الأمريكي البالغ 410 مليار دولار على مدى 15 عامًا، وهدد بفرض رسوم جمركية انتقامية متبادلة بموجب قانون الانتقام البرازيلي. وربط ترامب الرسوم الجمركية بالخصومة المريرة مع لولا، الذي انتقده ووصفه بأنه "إمبراطور غير مرغوب فيه" بعد أن اتهم ترامب البرازيل بفرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية. ومع دخول تدفقات النحاس العالمية في حالة من الفوضى، فإن احتمال حدوث فوضى في تجارة التكو أو خطاب "لا شيء يحدث أبدًا" قد يضر بالتجار الذين يقومون بتحركات في اللحظة الأخيرة لتفادي الخسائر، حيث أن موقف ترامب المتشدد عادة ما يرتد في وجهه.

قادت أسهم قطاع التكنولوجيا ارتفاع قطاع التكنولوجيا بقيادة أسهم Nvidia وMeta وMicrosoft وAlphabet لتدفع مؤشر S&P 500 لأعلى من افتتاح يوم الاثنين. كشف محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن انقسام آراء صانعي السياسة بشأن أسعار الفائدة، حيث دعا بعض المسؤولين إلى خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام ودعا آخرون إلى توخي الحذر. أصبحت Nvidia أول شركة تصل قيمتها إلى 4 تريليون دولار أمريكي مع ما يبدو أنه ثورة ذكاء اصطناعي لا نهاية لها في كل مجال وشق من الحياة.

انتعشت أسعار الذهب فوق مستوى 3,300 دولار مباشرةً بعد صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث ناقش الأعضاء المنقسمون توقيت وحجم تخفيضات أسعار الفائدة في تحديد مخاطر التضخم الناجمة عن التعريفات الجمركية بالإضافة إلى التعريفات الجمركية الحادة التي تم الإعلان عنها حديثًا، مما يحد من مرونة البنك المركزي في تخفيف سياسته. وقد ساعدت هذه التوترات التجارية في تألق جاذبية الذهب، حيث واصلت الأسعار الفورية مكاسبها مع سعي المستثمرين إلى الاحتماء من ضعف العملة.

تمسكت أسعار النفط بالاستقرار في مواجهة القوى المتقلبة: تراكم مخزون الولايات المتحدة من النفط الخام، وهجمات الشحن البحري في البحر الأحمر، وزيادة إنتاج أوبك + في أغسطس بمقدار 548 ألف برميل يوميًا (من المقرر أن يرتفع أكثر في سبتمبر). وأدت الفوضى الجيوسياسية إلى تقلبات شديدة، ومع ذلك قللت أوبك+ من مخاطر زيادة المعروض، مشيرة إلى "الطلب القوي" حتى مع تهديد رسوم ترامب على البرازيل والنحاس وآسيا للنمو والإنتاج.

وتراجع الدولار الأمريكي بسبب انقسام أعضاء الاحتياطي الفدرالي حول خفض أسعار الفائدة، وانخفضت عوائد سندات الخزانة، حيث انخفض عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مع تراجع عائدات السندات لأجل 10 سنوات بنسبة 1.5%، مما دفع حاملي الأسهم إلى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والعملات الرقمية. ربما تكون التعريفة الجمركية الصادمة التي فرضها ترامب على البرازيل بنسبة 50% قد تسببت في أزمة عملة، مما أدى إلى انخفاض الريال إلى أدنى مستوى له في شهر واحد، بينما ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني بشكل مطرد. ارتفعت عملة البيتكوين بالقرب من 112,000 دولار، مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يراهن المستثمرون على تيسير البنك المركزي والتفاؤل بشأن الصفقات التجارية.