وردًا على تعريفات الرئيس ترامب، يُلاحظ الآن أن المصنعين الصينيين يروجون لبيع السلع الفاخرة مباشرة إلى المستهلك بأسعار مخفضة بشكل كبير دون شعارات العلامات التجارية مع الحفاظ على المواد والحرفية المتطابقة. وتكشف مقاطع الفيديو القصيرة من الموردين الصينيين أن العلامات التجارية الفاخرة في الغالب تحصل على منتجاتها من الصين، ومثال على ذلك حقيبة بيركين التي تبلغ تكلفة إنتاجها 1400 دولار أمريكي ولكنها تباع بالتجزئة بمبلغ 34000 دولار، حيث يدعي أحد الموردين أن "أكثر من 90% من السعر هو للشعار". يتصدى المصنعون الصينيون للقوالب النمطية "صنع في الصين" من خلال عرض عمليات الإنتاج الخاصة بهم، وكشف الشركاء التجاريين، وتغطية رسوم الاستيراد لجذب المستهلكين الأمريكيين. وقد ازدادت هذه الاستراتيجية سخونة بعد الحرب التجارية المتصاعدة، حيث فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية تصل إلى 145%، حيث أبلغ المصدرون الصينيون عن حالات اختفاء الطلبات وخفض الوظائف، مما دفع الشركات إلى إيجاد أسواق بديلة أو تحويل الإنتاج إلى الخارج لتخفيف هذه المخاوف من المستوردين. وتضررت مجموعة LVMH، وهي مجموعة شركات تمتلك أكبر محفظة من العلامات التجارية الفاخرة، بشدة بسبب ذلك، حيث انخفضت بأكثر من 6%.
ولا تزال وول ستريت تعاني من مشاعر "بيع أمريكا" التي تتجلى في انخفاض مؤشر الأسهم والدولار. انخفض مؤشر S&&P 500 بنسبة 1.50%، ليغلق عند 5282.69، مع استمرار الضغوطات الناجمة عن الحرب التجارية. كما شهد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) انخفاضًا كبيرًا بنسبة 2.66%، ليغلق عند 39142.23، مما يدل على ضعفه وسط حالة التشاؤم التي تسود السوق. وفي الوقت نفسه، تراجع مؤشر ناسداك أيضًا بتراجع ملحوظ بنسبة 2.31%، ليغلق عند 18258.09، حيث واجهت أسهم التكنولوجيا ضغوطًا بيعية. وتشير هذه الحركة الهبوطية إلى تراجع ثقة المستثمرين بدلاً من جني الأرباح المؤقت.
أظهرت الأسواق الأوروبية أداءً قويًا خلال الأسبوع، متباينة عن الانخفاض الأمريكي. فقد ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 3.67%، ليغلق عند 3923.11. كما شهد مؤشر CAC 40 الفرنسي ارتفاعًا بنسبة 2.55%، ليغلق عند 7285.87، في حين ارتفع مؤشر XETRA DAX الألماني بنسبة 4.08%، ليغلق عند 21205.86. يبدو أن الأسواق الأوروبية تستجيب على ما يبدو للتفاؤل الاقتصادي الإقليمي على الرغم من المعنويات السلبية في الأسواق الأمريكية.
كما أظهرت الأسواق الآسيوية أيضًا قوة، مع تحقيق مكاسب ثابتة في جميع أنحاء المنطقة. وسجل مؤشر نيكاي 225 الياباني مكاسب قوية بنسبة 3.41% ليغلق عند 34730.06. وأظهر مؤشر هانج سنج في هونج كونج مرونة كبيرة، حيث ارتفع بنسبة 2.30%، ليغلق عند 21395.15. وفي البر الرئيسي للصين، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.19%، ليغلق عند 3276.73، مما يعكس على الأرجح تحسن النظرة المستقبلية للنمو الاقتصادي والتعافي من تراجع التوترات الإقليمية على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن الاعتماد على الموارد التكنولوجية.
وأغلق خام غرب تكساس الوسيط مرتفعًا 2.25 دولار ليستقر عند 63.68 دولار للبرميل يوم الخميس، مدفوعًا بشكل أساسي بالعقوبات الأمريكية الجديدة التي تستهدف مشتري وشركات شحن النفط الإيراني، بما في ذلك مصفاة صينية اشترت أكثر من مليار دولار من الخام الإيراني. وتواجه سوق النفط زيادة في المعروض في الوقت الذي تستعد فيه منظمة أوبك وحلفائها لإعادة خفض الإنتاج بمقدار 411,000 برميل يوميًا الشهر المقبل، في حين أفادت وكالة الطاقة الدولية أن المعروض النفطي ارتفع بالفعل بمقدار 0.6 مليون برميل يوميًا في مارس. وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 0.52 مليون برميل الأسبوع الماضي، مسجلة خامس زيادة في ستة أسابيع، مما ساهم في زيادة الضغوط على المعروض. وانخفض سعر خام الأورال الروسي إلى أقل من السقف السعري لمجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل في أوائل شهر أبريل، حيث تم تداوله عند 53.50 دولارًا يوم الخميس، مما أدى إلى انخفاض تكاليف الشحن إلى الهند وقد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الروسي. وقد عدلت وزارة الاقتصاد الروسية توقعاتها لأسعار النفط بالخفض، حيث تتوقع الآن أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 68 دولارًا للبرميل هذا العام، انخفاضًا من التقديرات السابقة البالغة 81.7 دولارًا للبرميل. ولا تزال معنويات السوق حذرة حيث تهدد سياسات التعريفة الجمركية للرئيس ترامب النمو العالمي، حيث أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن المخاوف بشأن التضخم والتباطؤ الاقتصادي والنزاعات التجارية تؤثر على أسعار النفط.
أهم البيانات والأحداث الاقتصادية الكبرى
شهدت مبيعات التجزئة الأمريكية أكبر نمو لها منذ أكثر من عامين، حيث سارع المستهلكون إلى شراء السيارات والسلع الأخرى قبل ارتفاع الأسعار المرتبط بالتعريفة الجمركية. ومع ذلك، يحذر الاقتصاديون من أن هذه الطفرة من المحتمل أن تكون مؤقتة، حيث تتراجع معنويات المستهلكين وتظل حالة عدم اليقين الاقتصادي قائمة، مما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق في الأشهر المقبلة
تباطأ التضخم في المملكة المتحدة مع انخفاض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 2.6%، مما فتح المجال أمام بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة في مايو. ومع ذلك، فإن تأثير الرسوم الجمركية التجارية الأمريكية على النمو والتضخم في المملكة المتحدة قد يعيق الخطة.
ما الذي يمكن أن نتوقعه من السوق هذا الأسبوع
طلبات السلع المعمرة الأمريكية: ارتفعت الطلبيات الجديدة للسلع المعمرة المصنعة في الولايات المتحدة بمقدار 2.7 مليار دولار، أو 0.9%، على أساس شهري إلى 289.3 مليار دولار في فبراير 2025، متجاوزة توقعات السوق بنمو سالب 1.1%. ويمثل هذا الشهر الثاني على التوالي من النمو، مما يدل على مرونة قطاع التصنيع على الرغم من التوقعات السابقة بتراجعه.
مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة: ارتفع الإنفاق الاستهلاكي في المملكة المتحدة بنسبة 2.2% على أساس سنوي في فبراير 2025، متجاوزًا التوقعات بارتفاع بنسبة 0.5% ومتسارعًا من نمو معدل بالخفض بنسبة 0.6% في الفترة السابقة و2.0% في الفترة التالية. قد يكون الرقم أعلى من الاندفاع في الشراء قبل حرب التعريفة الجمركية.
مبيعات التجزئة في كندا: انخفض إنفاق المستهلكين في كندا بنسبة 0.6% ليصل إلى 69.4 مليار دولار في يناير 2025، بعد المكاسب الكبيرة التي تحققت في ديسمبر بنسبة 2.6%، بينما تُظهر البيانات الأولية لشهر فبراير رقمًا أقل بنسبة 0.4%. وانخفضت المبيعات في ثلاثة من تسعة قطاعات فرعية، مع انخفاضات قادها انخفاض المبيعات في تجار التجزئة للسيارات، مما يشير إلى بعض الاعتدال في إنفاق المستهلكين.
مطالبات البطالة الأولية في الولايات المتحدة: انخفضت طلبات إعانة البطالة إلى 215,000 في منتصف أبريل، بانخفاض قدره 9,000 عن المستوى المعدل للأسبوع السابق البالغ 224,000. جاء هذا الرقم أقل من التوقعات عند 225,000، مما يشير إلى قوة سوق العمل مع بقاء تسريح العمال عند مستويات منخفضة تاريخيًا.
مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة: ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة للأسرة الواحدة في الولايات المتحدة بنسبة 1.8% إلى معدل سنوي معدل موسميًا قدره 676,000 في فبراير 2025، متعافية جزئيًا من الرقم المعدل بالزيادة في يناير البالغ 664,000. لا يزال هذا الرقم باهتًا مقارنة برقم شهر ديسمبر، على الرغم من أن سوق الإسكان لا يزال مرنًا على الرغم من ارتفاع معدلات الرهن العقاري والأسعار.