أدى قرار إدارة ترامب بإعادة فرض الرسوم الجمركية على دول آسيوية من بينها إندونيسيا وتايلاند وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية إلى تدافع الدول للتفاوض على صفقات تجارية لتجنبها، مثل عرض زيادة مشتريات الولايات المتحدة من المحاصيل والغاز الطبيعي المسال والسلع الصناعية. ومن شأن الرسوم الجمركية الجديدة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، أن ترفع متوسط رسوم الاستيراد الآسيوية إلى 27% من 4.8% إلى 4.8%، مما يضع ضغوطًا اقتصادية أكبر على الحلفاء ويعطل سلاسل التوريد العالمية التي تعتمد على الاستهلاك الأمريكي. وتواجه دول مثل كوريا الجنوبية وتايلاند، التي انخرطت في مفاوضات نشطة، معدلات عقابية (25% و36% على التوالي) في مسار خطة واشنطن للميزان التجاري الأحادي الجانب وتطبيق أكثر صرامة ضد إعادة الشحن الصينية. ويحذر المحللون من أن هذه السياسات تخاطر بتنفير الحلفاء القدامى، مما يهدد بانحراف الاقتصادات الآسيوية من علاقة مستقرة بين الولايات المتحدة والصين إلى علاقة تبعية منفردة، مما يعقد جهود التنويع الإقليمي ويعزز القناعة بنجاح البريكس.

فقد فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، والتي من المقرر أن تصل إلى 1 أغسطس، إلى جانب تعريفة شاملة بنسبة 25% على الدول الآسيوية، بهدف رئيسي هو إحياء صناعة النحاس الأمريكية التي يدعي أن بايدن قد دمرها. وارتفعت الأسعار مع تسابق التجار لإغراق الموانئ الأمريكية قبل الموعد النهائي، حيث قاموا بإعادة توجيه السفن إلى هاواي وبورتوريكو لتقليص أيام من أوقات التسليم. وسارعت كل من تشيلي وكندا وبيرو إلى تفادي الضربة، في حين هللت الشركات المحلية العملاقة مثل فريبورت-ماكموران بعد ارتفاع أسهمها. انتقد لولا البرازيلي خطوة ترامب ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، مستشهدًا بالفائض التجاري الأمريكي البالغ 410 مليار دولار على مدى 15 عامًا، وهدد بفرض رسوم جمركية انتقامية متبادلة بموجب قانون الانتقام البرازيلي. وربط ترامب الرسوم الجمركية بالخصومة المريرة مع لولا، الذي انتقده ووصفه بأنه "إمبراطور غير مرغوب فيه" بعد أن اتهم ترامب البرازيل بفرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية. ومع دخول تدفقات النحاس العالمية في حالة من الفوضى، فإن احتمالية حدوث فوضى في تدفقات النحاس العالمية، قد يضر بالتجار الذين يقومون بتحركات في اللحظة الأخيرة لتفادي الخسائر، حيث أن موقف ترامب المتشدد عادة ما يرتد في وجهه.

شهدت وول ستريت أداءً متباينًا الأسبوع الماضي، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية انخفاضات متواضعة مع تحول معنويات السوق إلى الحذر. وانخفض مؤشر S&&P 500 بنسبة 0.31%، ليغلق عند 6259.74، مما يعكس حالة عدم اليقين في السوق الأوسع نطاقًا. وحقق مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) أضعف أداءً مع انخفاض ملحوظ بنسبة 1.02%، ليغلق عند 44371.51. كما أظهر مؤشر ناسداك أيضًا حركة سلبية مع انخفاضه بنسبة 0.38%، ليغلق عند 22780.60، حيث شاركت أسهم التكنولوجيا في التراجع. عكست حركة التداول السلبية الخوف من عدم اليقين بشأن التعريفة الجمركية حيث يكافح القطاع الصناعي للتكيف.

أظهرت الأسواق الأوروبية مرونة خلال الفترة، مع مكاسب قوية عبر المؤشرات الرئيسية. فقد ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 1.28% ليغلق عند 4207.02. وحقق مؤشر CAC 40 الفرنسي مكاسب قوية بنسبة 1.73% ليغلق عند 7829.30، بينما حقق مؤشر XETRA DAX الألماني أقوى أداءً بنسبة 1.97% ليغلق عند 24255.31. وتراهن الأسواق الأوروبية على الضربات الجمركية المخففة على الدول المكونة لها في حين أن التعريفة الجمركية المشددة على الدول الآسيوية قد تعني ربحًا في إعادة توجيه التجارة بينما بلغ التضخم في ألمانيا هدفه عند 2%.

الأسواق الآسيوية أظهرت أداءً متباينًا مع تباينات إقليمية ملحوظة. فقد سجل مؤشر نيكاي 225 الياباني انخفاضًا بنسبة 0.61%، ليغلق عند 39569.46، مما يعكس استمرار عمليات جني الأرباح بعد المكاسب الأخيرة. وارتفع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 0.93%، ليغلق عند 24139.58، بينما أظهر مؤشر شنغهاي المركب في البر الرئيسي للصين قوة مع ارتفاعه بنسبة 1.09%، ليغلق عند 3510.18، حيث قدمت البيانات الاقتصادية المحلية بعض الدعم لمعنويات المستثمرين.

image_2025-07-15_101939196

ارتفعت أسعار النفط الخام في حالة انتعاش، حيث ارتفع سعر خام برنت إلى 70 دولارًا.58 دولارًا (+3.93%)، ووصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 68.66 دولارًا (+3.29%)، مدعومًا بالطلب الصيفي والاستخدام القياسي للمصافي والتقلبات الجيوسياسية التي طغت على زيادات إمدادات أوبك + وزيادة المخزونات الأمريكية. وأكدت وكالة الطاقة الدولية (IEA) على وجود اختلال هيكلي في التوازن، حيث توقعت نمو العرض في عام 2025 بمقدار 2.1 مليون برميل يوميًا مقابل ضعف الطلب البالغ 0.7 مليون برميل يوميًا، ومع ذلك فإن الشح في المدى القريب من موسم السفر في نصف الكرة الشمالي عزز إنتاجية المصافي بمقدار 3.7 مليون برميل يوميًا منذ مايو. وأدت زيادة إنتاج أوبك + في أغسطس بمقدار 548,000 برميل يوميًا وتعهد روسيا بتعويض فائض الإنتاج إلى التفاؤل على المدى القصير، في حين أدت مخاطر العقوبات الأمريكية الروسية المستمرة والتوترات في الشرق الأوسط إلى تضخيم تقلبات الأسعار. وأشار المحللون إلى 70 دولارًا للبرميل كسقف محوري لخام غرب تكساس الوسيط، على الرغم من أن الشكوك لا تزال قائمة بشأن الاستدامة مع ظهور إشارات متضاربة: مرونة الطلب الدوري مقابل ضغوط زيادة العرض على المدى الطويل. وحذرت RBC Capital Markets ووكالة الطاقة الدولية من أن الفوائض المتراكمة في مخزون منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب مراجعة أوبك لتوقعات الطلب في الفترة 2026-2029 بخفضها بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين قد يؤدي إلى ضغوط هبوطية بعد الصيف. يراهن الثيران على القوة الموسمية بينما يراهن الدببة على الاختلالات الهيكلية، مما قد يحافظ على استقرار السوق حتى فرض رسوم أغسطس.

انكمش الاقتصاد البريطاني مرة أخرى في مايو، مما ضغط على بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة حيث أدى ضعف الناتج وعدم اليقين السياسي إلى تراجع النمو.

انخفضت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في سبعة أسابيع، مما يشير إلى تمسك أرباب العمل بالعمال حتى مع تباطؤ سوق العمل، في حين أن ضعف التوظيف، وارتفاع مدة البطالة، وعدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية يلقي بظلاله على التوقعات ويقلل من الحاجة الملحة لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

الناتج المحلي الإجمالي الصيني للربع الثاني: توسع الاقتصاد الصيني بنسبة 1.2% على أساس ربع سنوي في الربع الأول من عام 2025، وهو أبطأ من النمو المسجل في الربع الرابع من عام 2024 بنسبة 1.6% وأقل من توقعات السوق البالغة 1.4%. كان هذا يمثل أصغر توسع فصلي منذ الربع الثاني من عام 2024، مع ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى 145% على السلع الصينية في ظل إدارة الرئيس ترامب.

مؤشر فيلادلفيا الفيدرالي الصناعي: ظل مؤشر فيلادلفيا الفيدرالي الصناعي الفيدرالي في فيلادلفيا عند -4.0 في يونيو 2025، دون تغيير عن شهر مايو، مما يشير إلى استمرار الضعف في نشاط التصنيع الإقليمي. تحول مؤشر التوظيف إلى مؤشر سلبي بشكل حاد، حيث انخفض إلى -9.8 (أدنى مستوى له منذ مايو 2020)، في حين انخفضت الطلبيات الجديدة وانخفض تضخم الأسعار ولكنه ظل مرتفعًا.

<مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو لشهر يونيو: ارتفع معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 2.4% في ديسمبر 2024، مرتفعًا من 2.2% في نوفمبر، حيث ساهمت الخدمات بالحصة الأكبر (+1.78%) في الأرقام الإجمالية. لا يزال معدل التضخم أعلى من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، مع وجود تباين كبير بين الدول الأعضاء، بدءًا من أيرلندا 1.0% إلى رومانيا 5.5%.

معدل البطالة في المملكة المتحدة: بلغ معدل البطالة في المملكة 4.6% في أبريل، وهو ثاني ارتفاع منذ بيانات مارس. ويُعزى هذا الارتفاع إلى اعتدال نمو الأجور بعد الزيادات الحادة في ضرائب الرواتب وارتفاع الحد الأدنى الوطني للأجور بنسبة 6.7%، في حين ظل نمو التوظيف متواضعًا عند 89,000 وظيفة جديدة.

>