مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثالث، يعاني الاقتصاد من عجز يقدر بـ 15 مليار دولار أسبوعيًا، وفقًا لوزير الخزانة سكوت بيسنت. وللحفاظ على الخدمات الحيوية خلال فترة الإغلاق الحكومي، وقّع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجه البنتاغون باستخدام "أي أموال خصصها الكونغرس" متبقية من السنة المالية 2026 لضمان حصول 1.3 مليون عسكري في الخدمة الفعلية على رواتبهم، وهو ما يعالج أحد أكثر الجوانب الحساسة سياسيًا للإغلاق الحكومي. كما أعادت الإدارة الأمريكية أيضًا تخصيص 8 مليارات دولار من أموال البحث والتطوير العسكري لرواتب العسكريين، وتستخدم عائدات الرسوم الجمركية للحفاظ على برنامج WIC لمكافحة الجوع للنساء والرضع والأطفال. ومع ذلك، قد تواجه هذه التدابير المؤقتة تحديات قانونية حيث يتساءل الخبراء عما إذا كانت الإدارة تنتهك القوانين التي تحكم كيف ومتى يمكن للسلطة التنفيذية إعادة توجيه التمويل الذي وافق عليه الكونغرس، في حين يستمر الإغلاق في التسبب في تأخير الرحلات الجوية على مستوى البلاد وإغلاق مصلحة الضرائب وتعطيل الخدمات الفيدرالية.
انهار الانفراج المطلوب في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل مذهل. فقبل أسابيع قليلة، كان التفاؤل مرتفعًا عندما غادر المشرعون الأمريكيون بكين وهم يهللون لصفقة ضخمة للصين لشراء 500 طائرة بوينج، وهي صفقة بمليارات الدولارات وصفها السفير الأمريكي ديفيد بيردو بأنها "مهمة جدًا للرئيس". كان من الممكن أن تكون أول صفقة بيع كبيرة لشركة بوينج للصين منذ ولاية ترامب الأولى وعلامة واضحة على ذوبان التوترات. ولكن في 9 أكتوبر، تغير كل شيء. فقد فاجأت بكين واشنطن بفرضها أكثر ضوابطها الصارمة على تصدير التربة النادرة، مما أجبر الشركات الأجنبية على السعي للحصول على موافقة الصين على أي منتج يحتوي حتى على 0.1% من التربة النادرة الصينية الأصل، مما أدى فعلياً إلى تسليح شبه احتكارها ل 90% من الإمدادات العالمية. وردّ الرئيس ترامب في اليوم التالي، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع السلع الصينية وفرض قيود على صادرات بوينج إلى الصين، متهمًا بكين بمحاولة "سد الأسواق". ويقول المحللون إن توقيت الصين لم يكن من قبيل الصدفة. فمع اقتراب موعد القمة بين ترامب وشي، يبدو أن بكين تُحكم قبضتها على المعادن الهامة لكسب النفوذ. لكن الخبراء يحذرون من أن المناورة ربما تكون قد أتت بنتائج عكسية، مما دفع البيت الأبيض الذي يحركه الاتفاق إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار ومهد الطريق لزعزعة متبادلة.
انتعشت مؤشرات وول ستريت الرئيسية هذا الأسبوع بعد انخفاض الأسبوع السابق، حيث قادت أسهم التكنولوجيا الانتعاش. وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.70% إلى 6,664.00، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.56% إلى 46,190.61. وتفوق مؤشر ناسداك في أدائه بارتفاع بنسبة 2.46% ليصل إلى 24,817.95، حيث عاد المستثمرون إلى أسهم النمو بعد تراجع حدة التوترات التجارية. فقد سجل مؤشر FTSE 100 البريطاني مكاسب متواضعة بنسبة 0.64% ليصل إلى 4,369.54، بينما ارتفع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 3.24% ليصل إلى 8,174.21، مسجلاً أقوى أداء بين المؤشرات الأوروبية الرئيسية. ومع ذلك، خالف مؤشر XETRA DAX الألماني الاتجاه الإقليمي، حيث انخفض بنسبة 1.69% إلى 23,830.99، حيث وازن المستثمرون التحديات الاقتصادية المحلية.
واستمرت الأسواق الآسيوية في مواجهة رياح معاكسة هذا الأسبوع. وانخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 1.05% إلى 47,582.10، متخليًا عن بعض المكاسب القوية التي حققها الأسبوع السابق مع ظهور عمليات جني الأرباح. وواصل مؤشر هانج سنج في هونج كونج خسائره بتراجع حاد بنسبة 3.97% إلى 25,247.11، مما يعكس استمرار المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية الإقليمية وتدهور معنويات المخاطرة. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 1.47% إلى 3,839.76، عاكسًا بذلك استقرار الأسبوع السابق وسط تجدد الضغوط على أسهم البر الرئيسي.
تراجعت أسعار النفط الخام للأسبوع الثالث على التوالي، حيث استقر سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط عند 61 دولارًا.33 دولارًا و57.24 دولارًا للبرميل على التوالي، مع انحسار التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف بشأن الإمدادات. وحذرت وكالة الطاقة الدولية من تنامي تخمة المعروض العالمي من النفط في عام 2026، في حين ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 3.5 مليون برميل إلى 423.8 مليون برميل مع انخفاض استخدام المصافي وارتفاع الإنتاج إلى مستوى قياسي بلغ 13.636 مليون برميل يوميًا. وحتى مع وقف إطلاق النار المؤقت في غزة والخطط لعقد قمة بين ترامب وبوتين حول أوكرانيا، أشار المحللون إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين باعتبارها خطرًا رئيسيًا على النمو العالمي والطلب على النفط. وقد رفض البعض توقعات سيتي بنك بتوقعات برنت الهبوطية عند 50 دولارًا لخام برنت، واعتبرها البعض تحولًا في السرد وليس توقعات جديدة، نظرًا لضبط أوبك + والطلب الصيني الثابت. انخفض العجز في ميزانية الولايات المتحدة بمقدار 41 مليار دولار مدفوعًا بإيرادات الرسوم الجمركية القياسية وانخفاض الإنفاق على التعليم، على الرغم من أن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والتقاعد وفوائد الديون حد من التقدم نحو الاستدامة المالية.
تراجع التضخم في الصين بشكل أعمق في سبتمبر مع ضعف الطلب الاستهلاكي والانكماش المطول، مع انخفاض كل من مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين مع فشل إجراءات التحفيز في إحداث انتعاش مستدام.
>مؤشر أسعار المستهلكين الكندي: أظهرت بيانات التضخم في كندا لشهر أغسطس أن الأسعار في كندا عند مستوى صحي بلغ 1.9%، وهو أعلى بقليل من 1.7% في يوليو ولكنه لا يزال أقل من هدف بنك كندا البالغ 2%، مع توقعات بأن يظل شهر سبتمبر حول أو أعلى بقليل من 2%.
مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة: استقرت الأسعار في المملكة المتحدة عند معدل سنوي 3.8% وهو ما حافظ على مستواه من يوليو إلى أغسطس وهو أعلى مستوى منذ يناير 2024، حيث يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع التضخم في سبتمبر إلى 4%، وهو أعلى بكثير من هدف بنك إنجلترا البالغ 2%.
مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة: ارتفع الاستهلاك في المملكة المتحدة بنسبة 2.3% في سبتمبر، وفقًا لاتحاد التجزئة البريطاني، متباطئًا من نمو بنسبة 3.1% في أغسطس، وربما يرجع ذلك إلى الزيادات الضريبية في الميزانية والضغوط الاقتصادية. قادت مبيعات المواد الغذائية عمليات الشراء، في حين كانت مبيعات الملابس أبطأ بسبب الطقس المعتدل.
مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة: أظهر تقرير الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أن مبيعات شهر أغسطس ظلت ثابتة إلى حد ما، حيث انخفضت بنسبة 0.2% إلى معدل سنوي معدل موسميًا قدره 4.00 مليون وحدة، واستمرت في التحليق بالقرب من أدنى مستوياتها منذ عدة عقود مع استمرار معدلات الرهن العقاري فوق 6%.