أخبار الأسبوع الماضي (07 أبريل - 11 أبريل)

فوضى في سوق السندات مع تصدر سياسات ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية. في البداية، أثارت التوترات في أكبر سوق للديون في العالم عمليات بيع في كل من الأسهم وسندات الخزانة، مما أدى إلى ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات مع استعداد المتداولين للتداعيات الاقتصادية. وتغيرت السردية بشكل كبير عندما أوقف ترامب تعريفاته الجمركية المتبادلة المرتفعة في فترة ما بعد الظهر، ونشر على موقع Truth Social للشراء، مما أشعل موجة من المخاطرة التي دفعت السوق إلى الشراء بشكل جنوني. وأدى هذا الانعكاس في السياسة إلى انتعاش عوائد سندات الخزانة إلى مستويات "طبيعية" حيث قلل المتداولون من التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة الفيدرالية من أربعة إلى ثلاثة بحلول نهاية العام، بينما انخفضت عوائد السندات لأجل ثلاثين عامًا مع انحسار المخاوف من التضخم. وازدادت حدة الفوضى مع قيام المستثمرين بالتخلص من رهانات السندات ذات الرافعة المالية، وهي خطوة أقر بها ترامب في تعليقاته، مما زاد من تقلبات السوق. وفي نهاية المطاف، قد يصبح سوق السندات في نهاية المطاف القوة الوحيدة التي توقف المزيد من تدابير التعريفة الجمركية، مما يسلط الضوء على ديناميكية السوق الأكثر تعقيدًا مما كان يأمله ترامب.

بعد فرض الولايات المتحدة تعريفات "متبادلة" على العديد من البلدان، لم يكن رد الفعل العالمي لطيفًا. فقد أبدت دول مثل فيتنام وكوريا الجنوبية وتايلاند وتايلاند واليابان والمكسيك وكندا والمملكة المتحدة والهند وأستراليا استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة، ساعية إلى تخفيف الأثر الاقتصادي للتعريفات الجمركية، حتى أن فيتنام عرضت إلغاء جميع تعريفاتها الجمركية في صفقة محتملة. في المقابل، تبنت الصين موقفًا عدائيًا، حيث فرضت رسومًا جمركية انتقامية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية وعلقت المفاوضات المتعلقة ببيع تيك توك وحظر تصدير التربة النادرة واتخذت موقفًا علنيًا ضد "الابتزاز". أما الاتحاد الأوروبي وكندا، فبينما يستعدان لاتخاذ تدابير مضادة - مثل الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها كندا على بضائع أمريكية بقيمة 21 مليار دولار - لا يزالان منفتحين على الحوار لحل التوترات التجارية، في حين أقرت البرازيل تشريعًا يتيح الانتقام من أي دولة تفرض رسومًا جمركية على بضائعها. يسلط هذا المشهد المتنوع الضوء على الاستراتيجيات المعقدة التي تستخدمها الدول ردًا على سياسات التعريفة الجمركية الأمريكية، وأمل ترامب في التوصل إلى "أفضل صفقة" قد يحدث للتو.

image_2025-04-15_092529584

شهدت وول ستريت ارتفاعًا كبيرًا في الأسبوع الماضي. ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 5.70٪، ليغلق عند 5363.35، مما يعكس قوة كبيرة في السوق على نطاق واسع. كما شهد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) مكاسب كبيرة بنسبة 4.95%، ليغلق عند مستوى 40212.71، مما يدل على مرونة وسط تفاؤل السوق. وفي الوقت نفسه، حقق مؤشر ناسداك تقدمًا ملحوظًا بنسبة 7.43%، ليغلق عند 18690.05، حيث حظيت أسهم التكنولوجيا بإقبال قوي على الشراء. تشير هذه الحركة الصعودية الحادة إلى تجدد ثقة المستثمرين وليس مجرد تغطية على المكشوف.

تباينت الأسواق الأوروبية عن الارتفاع العالمي. فقد انخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 2.25% ليغلق عند 3784.20. كما شهد مؤشر CAC 40 الفرنسي انخفاضًا بنسبة 2.34% ليغلق عند 7104.81، في حين انخفض مؤشر XETRA DAX الألماني بنسبة 1.30% ليغلق عند 20374.10. يبدو أن الأسواق الأوروبية تستجيب على ما يبدو للمخاوف الاقتصادية الإقليمية على الرغم من المعنويات الإيجابية في الأسواق الأمريكية.

أظهرت الأسواق الآسيوية أيضًا ضعفًا مع تفاوت في حدته. فقد سجل مؤشر نيكاي 225 الياباني خسارة متواضعة بنسبة 0.58%، ليغلق عند 33585.36. وأظهر مؤشر هانج سنج في هونج كونج ضعفًا كبيرًا، حيث انخفض بنسبة 8.47%، ليغلق عند 20914.70. وفي البر الرئيسي للصين، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 3.11%، ليغلق عند 3238.23، مما قد يعكس المخاوف بشأن النمو الاقتصادي والتوترات الإقليمية خاصة في مجال التكنولوجيا حيث لا تزال معظم الموارد الحيوية مستوردة من الولايات.

استقر سعر خام غرب تكساس الوسيط عند 61.43 دولار للبرميل يوم الجمعة، مرتفعًا بنسبة 2% لليوم ولكنه انخفض بنسبة 1.35% للأسبوع، بينما ارتفع خام برنت بنسبة 2% إلى 64.65 دولار ولكنه سجل خسارة أسبوعية بنسبة 1.97%. وكانت مكاسب يوم الجمعة مدعومة بشكل رئيسي بعوامل مثل ضعف الدولار، وتصريحات وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت حول حظر صادرات إيران البالغة 1.6 مليون برميل يومياً، والتوترات المستمرة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، خلقت الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين - مع وصول الرسوم الجمركية إلى 145% و125% على التوالي - رياحًا معاكسة كبيرة لأسعار النفط من خلال تهديد النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة. استجابت إدارة معلومات الطاقة بتخفيض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 من 1.3 مليون إلى 0.9 مليون برميل يوميًا، مع توقع زيادة المخزون بدءًا من الربع الحالي. ومما يزيد من مخاوف السوق، تمضي أوبك + في خططها لزيادة الإنتاج بمقدار 411,000 برميل يوميًا في مايو حتى مع ضعف التوقعات.

وتراجعت معنويات المستهلكين الأمريكيين بنسبة 11% في أبريل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009، حيث أثارت مخاوف التضخم وتصاعد التوترات التجارية مخاوف الركود والتشاؤم الواسع النطاق بشأن الاقتصاد.

وتراجعت أسعار المستهلكين الأمريكيين إلى 2.4% وانخفضت الأسعار الشهرية بنسبة 0.1%، حيث عوض انخفاض تكاليف الغاز ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمرافق، على الرغم من أن البيانات سبقت تأجيل ترامب للتعريفات الجمركية ولم تعكس خطوته الأخيرة برفع الرسوم الخاصة بالصين إلى 125%.

ما الذي يمكن أن نتوقعه من السوق هذا الأسبوع

قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة: قام البنك المركزي الأوروبي آخر مرة بخفض سعر الفائدة على تسهيلات الودائع الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.65% في مارس/آذار، وهو سادس خفض لسعر الفائدة منذ يونيو/حزيران 2024، حيث أصبحت السياسة النقدية "أقل تقييدًا بشكل هادف". قام البنك المركزي الأوروبي بمراجعة توقعاته للتضخم بالزيادة إلى 2.3% لعام 2025 مع خفض توقعات النمو الاقتصادي إلى 0.9%، ومن المتوقع أن يخفض 25 نقطة أساس أخرى إلى 2.40%.

خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي: في النادي الاقتصادي في شيكاغو، سيلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطابًا بشأن التوقعات الاقتصادية، ومن المحتمل أن يناقش التعريفة الجمركية الأخيرة وانخفاض قيمة الدولار.

التقرير الشهري لمنظمة أوبك: انخفضت أسعار النفط إلى حوالي 70 دولارًا للبرميل في فبراير وأوائل مارس مع إعلان أوبك+ عن خطط لبدء إلغاء تخفيضات الإنتاج الطوعية في أبريل، حيث تشير التوقعات الحالية إلى أن العرض العالمي للنفط قد يتجاوز الطلب على النفط بحوالي 600 ألف برميل يوميًا هذا العام بالتزامن مع تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين.

مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة لشهر مارس: بلغ معدل التضخم في المملكة المتحدة حاليًا 2.8%، منخفضًا من 3.0% في يناير/كانون الثاني، ومن المتوقع أن تنخفض الأرقام الرسمية لشهر مارس/آذار إلى 2.7%. وفقًا لتوقعات بنك إنجلترا، من المتوقع أن يرتفع التضخم في الأشهر المقبلة، ومن المحتمل أن يرتفع إلى 3.7% بين يوليو وسبتمبر 2025، في حين أبقى البنك المركزي على سعر الفائدة عند 4.5% في اجتماع مارس.

قرار سعر الفائدة في بنك كندا: خفض بنك كندا سعر الفائدة الرئيسي إلى 2.75% في اجتماع مارس/آذار، وهو ثاني خفض له هذا العام بعد خفض آخر في يناير/كانون الثاني. تتوقع TD Economics خفضًا آخر بفضل التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصادرات الكندية، بينما تتوقع أن يخفض بنك كندا في نهاية المطاف سعر الإقراض إلى حوالي 2٪ بحلول نهاية عام 2025.