كان أسبوعًا حافلًا بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاد اتفاقات تجارية ضخمة، وأعاد تشكيل العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع الشركاء العالميين الرئيسيين، وعزز السلام في الشرق الأوسط. فمع الصين، تم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 90 يومًا في الحرب التجارية، والذي تم الانتهاء منه في جنيف، مما أدى إلى خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير، حيث انخفضت الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية إلى 30٪، بينما انخفضت الرسوم الصينية إلى 10٪، مما أدى إلى تجنب حالة عدم اليقين التي شهدت ارتفاع الرسوم الجمركية إلى 145٪ وتحفيز انتعاش السوق من خلال فتح الصين أمام الشركات الأمريكية. أما في المملكة العربية السعودية، فقد أبرم ترامب صفقة أسلحة تاريخية بقيمة 142 مليار دولار، وهي الأكبر في التاريخ، حيث تم توريد معدات عسكرية متطورة في مجالات الطيران والصواريخ والنظم البحرية والاتصالات، مما عزز العلاقات الأمريكية السعودية وواجه التوترات الدبلوماسية السابقة. وبالمثل، تشمل صفقة اقتصادية بقيمة 1.2 تريليون دولار مع قطر تتضمن صفقة شراء طائرات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار، واستثمارات في التكنولوجيا الكمية بقيمة مليار دولار، وعقود دفاعية لأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار وطائرات بدون طيار، مما يعزز العلاقات التجارية الثنائية. وتمثل هذه الاتفاقيات نهج ترامب الذي يركز على الأعمال التجارية أولاً، حيث يعطي الأولوية للمكاسب الاقتصادية وخلق فرص العمل مع تعزيز العلاقات.

واستمر معدل التضخم الرئيسي في أبريل في التراجع، حيث انخفض إلى 2.3% مقارنة بـ2.4% في مارس الماضي، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2021، بينما استقر التضخم الأساسي عند 2.8%. وقد سلط الرئيس ترامب الضوء على انخفاض الأسعار في عدة فئات، بما في ذلك البنزين والطاقة ومحلات البقالة والبيض، على الرغم من أنه من المتوقع أن تظهر آثار تعريفات يوم التحرير التي تم تطبيقها في 2 أبريل بشكل أكبر بين مايو وأكتوبر بسبب تخزين المخزون وتأخير التعريفات. انخفضت معنويات المستهلكين الصادرة عن جامعة ميشيغان بنسبة 8% من مارس إلى أبريل، حيث يتوقع الأمريكيون ارتفاع الأسعار خلال العام المقبل تماشيًا مع ضعف أسواق العمل وضعف الاقتصاد وتراجع نمو الدخل. يحافظ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي انتقده ترامب ووصفه بأنه "باول المتأخر جدًا"، على نهج الانتظار والترقب مع احتمال 91.6% لعدم خفض سعر الفائدة في اجتماع يونيو، ولن يشهد خفضًا في سبتمبر إلا إذا حدث ذلك. ويكشف التقرير عن اختلافات صارخة في معنويات المستهلكين على أساس الانتماء السياسي، حيث يُظهر الديمقراطيون ثقة أقل بكثير في التوقعات الاقتصادية مقارنة بالجمهوريين.

شهدت وول ستريت ارتفاعًا ملحوظًا الأسبوع الماضي، مما أعاد الثقة إلى السوق. وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 5.27%، ليغلق عند 5958.37، مع انتشار التفاؤل على نطاق واسع متجاوزًا المخاوف السابقة بشأن التعريفات الجمركية. كما سجل مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) مكاسب مثيرة للإعجاب بنسبة 3.41%، ليغلق عند 42654.74، وهو أقل المستفيدين بسبب أزمة شركة يونايتد هيلث. وتصدّر مؤشر ناسداك السوق بارتفاع ملحوظ بنسبة 6.81%، ليغلق عند 21427.94، حيث تمتعت أسهم التكنولوجيا بإقبال قوي على الشراء. وقد استند ارتفاع السوق في الغالب إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والصين في جنيف، والذي يقترح أرقامًا واضحة بشأن سقف التعريفة الجمركية.

كما أظهرت الأسواق الأوروبية أداءً إيجابيًا ثابتًا خلال الأسبوع. فقد ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 2.12% ليغلق عند 4243.86. وارتفع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 1.85% ليغلق عند 7886.70، بينما واصل مؤشر XETRA DAX الألماني اتجاهه الصعودي بمكاسب بنسبة 1.14% ليغلق عند 23767.43. يبدو أن الأسواق الأوروبية تستجيب بشكل موحد للعوامل الاقتصادية الإقليمية المواتية، حيث أظهرت الأسهم قوة في جميع المجالات.

حافظت الأسواق الآسيوية على زخمها الإيجابي، وإن كانت مكاسبها أكثر تواضعًا مقارنة بنظيراتها الغربية. وسجل مؤشر نيكاي 225 الياباني مكاسب طفيفة بنسبة 0.67% ليغلق عند 37753.50. وأظهر مؤشر هانج سنج في هونج كونج حركة إيجابية قوية، حيث ارتفع بنسبة 2.09%، ليغلق عند 23345.06. وفي البر الرئيسي للصين، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.76%، ليغلق عند 3367.46، مع توزيع المكاسب بشكل متساوٍ على القطاعات بدلاً من تركزها في صناعات محددة مثل الدفاع مع تحقيق وقف إطلاق النار بين بهارات وباكستان.

ارتفع النفط بنحو 2% الأسبوع الماضي رغم استمرار المخاوف من زيادة المعروض على الرغم من أن الهدنة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصينربما أدت الهدنة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين إلى تحسين توقعات الطلب. وأصبح احتمال التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، والذي من المحتمل أن يضيف 400,000 برميل يوميًا إلى السوق، وارتفاع إنتاج أوبك وحلفائها مصدر قلق رئيسي لتجار النفط. وقد أدى تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى Aa1 من Aaa، مستشهدةً بعبء ديون بقيمة 36 تريليون دولار، إلى زيادة الحذر. وتجاوز الإنتاج الصناعي الصيني التوقعات، مما يشير إلى مرونة الطلب على النفط، على الرغم من أن ضعف مبيعات التجزئة يحد من التفاؤل. تباطأت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في أبريل مع تلاشي شراء السيارات المدفوع بالتعريفات الجمركية وضعف الطلب الاستهلاكي وعدم اليقين الاقتصادي الذي يشير إلى تباطؤ النمو في المستقبل حتى مع وجود أسواق عمل مرنة وتخفيف مؤقت للتضخم.

تراجعت أسعار بوابات المصانع الأمريكية في أبريل، مما يشير إلى تباطؤ التضخم، حيث أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة عند 4.25%-4.50% مع توقعات بتخفيضات في سبتمبر.

قرار سعر الفائدة لبنك الاحتياطي الأسترالي: من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض سعر الفائدة النقدية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.85% في اجتماعه في 20 مايو/أيار، وهو ما سيكون الخفض الثاني منذ فبراير/شباط عندما تم تخفيض أسعار الفائدة إلى 4.10%. تُظهر مؤشرات السوق توقعًا بنسبة 96% لهذا الخفض مع استمرار اعتدال التضخم في أستراليا ضمن النطاق المستهدف للبنك المركزي.

مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني لشهر أبريل: الإجماع على أن بيانات التضخم في المملكة المتحدة لشهر أبريل مرتفعة بشكل غير عادي عند 3.3%، حتى مع انخفاضه إلى 2.6% في مارس من 2.8% في فبراير. ويراقب المحللون عن كثب ما إذا كان هذا الاتجاه الهبوطي سيستمر في الوقت الذي يفكر فيه بنك إنجلترا في خطوته التالية بشأن أسعار الفائدة.

الناتج المحلي الإجمالي الألماني للربع الأول: تُظهر البيانات الأولية نمو الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة 0.2% في الربع الأول من عام 2025 مقارنةً بانكماش الربع السابق بنسبة 0.2% في الربع الرابع من عام 2024، متجنبًا بذلك الركود الفني. وقد أدى النمو المتواضع، الذي جاء متوافقًا مع توقعات السوق، إلى وصول الناتج المحلي الإجمالي الفصلي إلى حوالي 1.1 تريليون يورو.

مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة: قفزت مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 7.4% إلى معدل سنوي معدل موسميًا بلغ 724,000 وحدة في مارس 2025، لتصل إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر 2024. على الرغم من ارتفاع معدلات الرهن العقاري، استمر المعروض من المساكن في الزيادة، حيث بلغ متوسط سعر مبيعات المنازل الجديدة 403,600 دولار، بانخفاض 1.9% عن شهر فبراير.