أظهرت بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة الأسبوع الماضي نمواً قوياً مع إضافة 254,000 وظيفة مقارنة بالتوقعات الضعيفة التي بلغت 147,000، مما قد يؤدي إلى عمليات بيع في سوق السندات. ونتيجة لذلك، وصلت عوائد سندات الخزانة إلى ما يزيد عن 4%، وهي مستويات لم نشهدها منذ أغسطس. وبلغ عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.03%، في حين وصل عائد السندات لأجل عامين إلى 4.02%، وهو تحول دراماتيكي في معنويات السوق حيث يرى المتداولون الآن أقل من 50 نقطة أساس لتخفيض أسعار الفائدة حتى نهاية العام. من ناحية أخرى، أظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلكين انخفاض التضخم الرئيسي إلى 2.4% بينما ارتفع التضخم الأساسي إلى 3.3%، مما دفع الأسواق إلى توقع خفضين في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 0.25% بحلول نهاية العام مع احتمالات بنسبة 88% لخفض نوفمبر. يقلل المستثمرون بسرعة من توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة الفيدرالي القوي خوفًا من إعادة التضخم.
ورفع بنك جولدمان ساكس توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين، متوقعًا توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.9% في عام 2024 و4.7% في عام 2025. وتأتي هذه المراجعة في أعقاب الإجراءات الأخيرة الداعمة للنمو في الصين، بما في ذلك التعهد باستخدام 2.3 تريليون يوان من أموال السندات الخاصة بالحكومة المحلية في الربع الرابع من عام 2023. أعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عن خطط للموافقة المسبقة على 200 مليار يوان من مشاريع العام المقبل بحلول نهاية أكتوبر، بهدف تعزيز البناء على المدى القريب. على الرغم من رفع مستوى التوقعات، يحذر محللو جولدمان ساكس من التحديات الهيكلية المستمرة، بما في ذلك التركيبة السكانية وتخفيض الديون وتراجع مخاطر سلسلة التوريد العالمية. ومن المتوقع أن تؤثر التحفيزات الصينية إيجابًا على أسهم الأسواق الناشئة نظرًا للوزن الكبير الذي تتمتع به البلاد في المؤشرات القياسية. يشير المستثمر المخضرم مارك موبيوس إلى أن هذا قد يؤدي إلى زيادة تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى الأسواق الصينية، وبالتالي تسريع أداء الأسواق الناشئة مقابل الأسهم الأمريكية.
سجلت وول ستريت مكاسب قوية هذا الأسبوع، حيث أظهرت جميع المؤشرات الأمريكية الرئيسية ارتفاعات ملحوظة. ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.11% ليغلق عند 5,815.04. كما شهد مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا صحيًا بنسبة 1.21%، ليغلق عند 42,863.86، بينما ارتفع مؤشر ناسداك الذي يعتمد على التكنولوجيا بنسبة 1.18% ليغلق عند 20,271.97. تشير هذه المكاسب الكبيرة في السوق إلى تحسن معنويات المستثمرين في مختلف القطاعات، مما قد يعكس التفاؤل بشأن الظروف الاقتصادية المستقبلية والتخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة.
شهدت الأسواق الأوروبية أيضًا تحركات إيجابية، وإن كان بدرجات متفاوتة. ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 1.00% ليغلق عند 4,102.70. وشهد مؤشر كاك 40 الفرنسي ارتفاعًا متواضعًا بنسبة 0.48% ليغلق عند مستوى 7,577.90. وتفوق مؤشر داكس الألماني على نظرائه الأوروبيين، حيث ارتفع بنسبة 1.32% ليغلق عند 19,373.83. تشير هذه المكاسب إلى أسبوع إيجابي بشكل عام للأسواق الأوروبية، لتتماشى بشكل أكبر مع أداء المؤشرات الأمريكية.
وقد قدمت الأسواق الآسيوية صورة متباينة، مع تباين صارخ بين مختلف المناطق. شهد مؤشر نيكاي 225 الياباني ارتفاعًا كبيرًا، حيث ارتفع بنسبة 2.51% ليصل إلى 39,605.73. ومع ذلك، أظهرت الأسواق الصينية ضعفًا كبيرًا، حيث سجل مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ خسارة كبيرة بنسبة 6.53%، ليغلق عند 21,251.99. كما شهد مؤشر شنغهاي المركب في البر الرئيسي للصين انخفاضًا ملحوظًا، حيث انخفض بنسبة 3.56% ليغلق عند 3,217.74. تشير هذه التحركات المتناقضة إلى تباين التوقعات الاقتصادية ومعنويات المستثمرين في الأسواق الآسيوية، حيث أظهرت الأسواق اليابانية قوة بينما واجهت الأسواق الصينية رياحًا معاكسة كبيرة.
بدأت أسعار النفط الخام الأسبوع بتراجع مدفوعة بأخبار هبوطية من الصين فيما يتعلق بالطلب على النفط. فقد ارتفع تضخم أسعار المستهلكين في الصين لشهر سبتمبر بنسبة 0.4% فقط، مخالفًا التوقعات بنسبة 0.6%، مما يشير إلى ضعف الطلب. وفي حين أن انخفاض التضخم عادةً ما يدعم الاستهلاك، إلا أن المتداولين فسروا تباطؤ نمو الأسعار على أنه علامة على ضعف الطلب. وعلى الرغم من إعلان الصين عن تدابير التحفيز الاقتصادي الجديدة، إلا أن عدم وجود تفاصيل ترك الأسواق غير متحمسة. وظل متداولو النفط متشككين، حيث ركزوا على توقعات الطلب في الصين بدلاً من التركيز على التطورات في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، وسعت الولايات المتحدة العقوبات ضد إيران، مستهدفةً أسطولها من ناقلات النفط.
تباطأ تضخم المستهلكين في الصين إلى 0.4% في سبتمبر، وهو ما جاء أقل من التوقعات، في حين انخفضت أسعار المنتجين بنسبة 2.8%، مما يشير إلى ضعف الطلب المحلي والضغوط الاقتصادية. وعلى الرغم من التحفيز النقدي الأخير، تستمر الدعوات إلى اتخاذ المزيد من التدابير المالية المستهدفة حيث تسلط اتجاهات التضخم الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدعم الاقتصادي.
بقيت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ثابتة في سبتمبر حيث تمت موازنة ارتفاع تكاليف الخدمات بانخفاض أسعار السلع، مما يدعم توقعات إيجابية للتضخم وإمكانية خفض آخر لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل. من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة يوم الخميس بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والانخفاض الحاد في التضخم، مع تسعير الأسواق لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في أكتوبر/تشرين الأول وآخر في ديسمبر/كانون الأول. وأُشير إلى انكماش النشاط في منطقة اليورو، على الرغم من أن بعض صانعي السياسة يؤيدون اتباع نهج تدريجي للتخفيف.
مبيعات التجزئة الأمريكية: يشهد قطاع البيع بالتجزئة مشاكل في المستقبل، حيث من المتوقع أن ينخفض الإنفاق في عيد الهالوين بنسبة 5% ليصل إلى 11.6 مليار دولار، مما يزيد من معاناة تجار التجزئة المثقلين بالديون الذين يكافحون التكاليف التشغيلية المرتفعة وتغير سلوك المستهلكين. وقد أدت هذه البيئة الاقتصادية إلى العديد من حالات الإفلاس البارزة واتجاه تجار التجزئة إلى الإفلاس.
مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة لشهر سبتمبر: من المتوقع أن ينخفض التضخم إلى ما دون هدف بنك إنجلترا البالغ 2 في المائة لشهر سبتمبر، حيث تتراوح التوقعات بين 1.7 و1.9 في المائة، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض أسعار الوقود. ومع ذلك، يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع التضخم مرة أخرى في وقت لاحق من العام، ويرجع ذلك أساسًا إلى عوامل مثل زيادة تكاليف الوقود والزيادات الضريبية المحتملة.الناتج المحلي الإجمالي الصيني للربع الثالث: بعد أن أخذ السوق استراحة الأسبوع الماضي من ارتفاع بنسبة 50% من أدنى مستوى له، ستسلط هذه البيانات الضوء على هذه البيانات حيث رفع بنك جولدمان ساكس توقعات الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2024 إلى 4.9% من 4.7%، مستشهدًا بأحدث إجراءات التحفيز الحكومية. في حين واجه الاقتصاد الصيني تحديات في الربع الثالث من عام 2023، يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع في الربع الرابع، ومن المحتمل أن يحقق النمو السنوي المستهدف البالغ حوالي 5% لعام 2023.
مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو لشهر سبتمبر: من المتوقع أن يتراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 1.8% في سبتمبر وفقًا لتقديرات يوروستات العاجلة، لينخفض إلى أقل من 2% للمرة الأولى منذ يونيو 2021، في حين تراجع التضخم الأساسي إلى أدنى مستوى له في عامين عند 2.7%. وقد أدى هذا المزيج من ضعف الاقتصاد وانخفاض التضخم إلى زيادة احتمالية قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع، على الرغم من أن ارتفاع أسعار الطاقة قد يمثل مخاطر صعودية للتضخم.