بعد سخرية "تاكو" التجارية، تتنفس السوق الصعداء مرة أخرى. فقد قررت محكمة الاستئناف الفيدرالية إيقاف الحكم الذي أوقف مؤقتًا الحكم الذي أوقف الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس ترامب، مما يبقي السياسة في طي النسيان مع استمرار الإجراءات القانونية. ويمنح هذا الحكم الرئيس الأمريكي مهلة 10 أيام لعكس مساره، وهو القرار الذي سرعان ما استأنف عليه. وأصدرت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الفيدرالية يوم الخميس وقفًا مؤقتًا يوم الخميس، مما يسمح بإبقاء الرسوم الجمركية قيد النظر في انتظار المزيد من المراجعة. وقد انتقد ترامب المحكمة التجارية وقضاتها، معربًا عن أمله في أن تقوم المحكمة العليا في نهاية المطاف بإلغاء قرار الإيقاف، بينما أصر على أن الرسوم الجمركية ستدر تريليونات الدولارات على الاقتصاد الأمريكي. ومن المقرر عقد جلسة الاستماع التالية في 5 يونيو، مع توقعات بأن يتم تصعيد القضية إلى المحكمة العليا لاتخاذ قرار نهائي. وفي الوقت نفسه، أشار البيت الأبيض إلى أنه قد يتجاوز خسائر المحكمة من خلال تنفيذ الرسوم الجمركية من خلال آليات بديلة.
أثرت مؤخرًا واحدة من أكثر الاقتصادات المتقدمة مديونية في العالم على أسواق السندات الخاصة بها وعلى أسواق السندات العالمية عندما اقترحت وزارة المالية اليابانية تخفيض إصدار الديون ذات الآجال الطويلة جدًا، مما أدى إلى انخفاض العائدات على السندات الحكومية اليابانية لأجل 40 عامًا من مستوى قياسي مرتفع بلغ 3.675% وخفض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا إلى أقل من 5%. ويرى المحلل مايكل لوريزيو من شركة مانولايف لإدارة الاستثمار أن خطوة اليابان تمثل اختبارًا للدول الأخرى المثقلة بالديون، حيث تُظهر كيف يمكن لاستراتيجيات إصدار الديون المرنة أن تعالج التحديات المالية. ويواصل بنك اليابان خططه للتشديد الكمي دون تغيير، ويراقب عن كثب كيف ستتطور هذه الخطوة، كونه في مركز استقرار الديون العالمية.
شهدت وول ستريت ارتفاعًا قويًا الأسبوع الماضي، مع عودة الثقة في السوق عبر المؤشرات الرئيسية. فقد ارتفع مؤشر S&&P 500 بنسبة 1.88%، ليغلق عند 5911.68، حيث عززت المعنويات الاقتصادية الإيجابية ثقة المستثمرين. كما سجل مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) مكاسب قوية بنسبة 1.60%، ليغلق عند 42270.07. وقاد مؤشر ناسداك الصعود بنسبة 2.03%، ليغلق عند 21340.99، حيث وجدت أسهم التكنولوجيا اهتمامًا متجددًا بالشراء على مدار الأسبوع.
كما أظهرت الأسواق الأوروبية زخمًا إيجابيًا خلال الفترة، وإن كانت مكاسبها أكثر تواضعًا من نظيراتها الأمريكية. ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.60%، ليغلق عند 4231.01. وارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.23%، ليغلق عند 7751.90، في حين أظهر مؤشر XETRA DAX الألماني أداءً قويًا مع ارتفاعه بنسبة 1.56% ليغلق عند 23997.48. يبدو أن الأسواق الأوروبية تستفيد على ما يبدو من التفاؤل الإقليمي وقوة السوق العالمية الأوسع نطاقًا.
الأسواق الآسيوية قدمت صورة متباينة، مع تباينات إقليمية ملحوظة في الأداء. فقد سجل مؤشر نيكاي 225 الياباني مكاسب قوية بنسبة 2.17%، ليغلق عند 37964.88 متبعًا المكاسب التي حققتها صناعات التكنولوجيا الأمريكية. ومع ذلك، تحرك مؤشر هونج كونج هانج سنج في هونج كونج عكس الاتجاه الإيجابي، حيث انخفض بنسبة 1.32%، ليغلق عند 23289.78. في البر الرئيسي للصين، أظهر مؤشر شنغهاي المركب حركة ضئيلة مع انخفاض طفيف بنسبة 0.03%، ليغلق عند 3347.49، مما يشير إلى نشاط تداول حذر في المنطقة على الرغم من الارتفاع العالمي الأوسع نطاقًا.
ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 4% تقريبًا يوم الاثنين، لتمحو خسائر الأسبوع الماضي التي بلغت 3.57% لخام برنت و1.64% لخام غرب تكساس الوسيط وسط تصاعد التوترات العالمية ومخاوف الإمدادات. وجاء هذا الارتفاع بعد غارة أوكرانية كبيرة بطائرات بدون طيار على المطارات العسكرية الروسية، مما زاد من المخاوف بشأن الاضطرابات الأوسع نطاقًا للبنية التحتية للطاقة في روسيا والانتقام المتوقع. ومن المتوقع أن ترفض إيران خطة الاتفاق النووي الأمريكي، والتي من شأنها تمديد العقوبات الأمريكية والحد من إنتاج النفط الإيراني. أدت حرائق الغابات في ألبرتا إلى قطع 350,000 برميل يوميًا، مما يحد من الإمدادات العالمية. أعلنت أوبك+ عن زيادة في الإنتاج أقل من المتوقع، وهو ما اعتبره المستثمرون إشارة متفائلة، مما أدى إلى ارتفاع السوق. كما أدى انخفاض العملة الأمريكية والتوقعات بزيادة محدودة في الإمدادات في المستقبل إلى ارتفاع الأسعار.
.استمر التضخم في الولايات المتحدة في الانخفاض في أبريل، حيث سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي أدنى ارتفاع سنوي له منذ عام 2021، مما زاد من التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
قرار سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي: قرر مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة للبنك المركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس للمرة السابعة في اجتماع أبريل/نيسان الماضي، ليصل سعر الفائدة على تسهيلات الودائع إلى 2.40%. وقد استند القرار إلى تقييم البنك المركزي الأوروبي بأن عملية إزالة التضخم تسير على الطريق الصحيح، مما يشير إلى أن التضخم سيستقر عند هدف 2٪ على المدى المتوسط على أساس مستدام.
قرار سعر الفائدة من البنك المركزي الكندي: أبقى البنك المركزي الكندي على سعر الفائدة عند 2.75% بعد الخفض السابع على التوالي. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه القادم حيث ينتظر صانعو السياسة المزيد من الأخبار عن الاقتصاد الذي نما بوتيرة أسرع من المتوقع.
مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي: ارتفع المؤشر إلى 51.6 نقطة في أبريل 2025 من 50.8 نقطة في مارس، متجاوزًا توقعات السوق عند 50.2. وتشير هذه القراءة إلى استمرار التوسع في قطاع الخدمات، حيث أن أي رقم أعلى من 50 يمثل نموًا في الاقتصاد غير التصنيعي.
مطالبات البطالة الأولية الأمريكية: ارتفعت المطالبات الأولى للحصول على إعانات البطالة الحكومية بمقدار 14,000 إلى 240,000 مطالبة معدلة موسمياً لهذا الأسبوع. عدد الأشخاص الذين يتقدمون بطلبات للحصول على إعانة البطالة أكثر من المتوقع، مما يشير إلى تباطؤ سوق العمل، على الرغم من عدم اعتباره لتوقعات السياسة مع وجود عوامل أخرى مؤثرة.