وقّعت الصين وتكتل دول الآسيان المكون من 11 عضوًا اتفاقية تجارة حرة مطورة يوم الثلاثاء في ماليزيا، لتوسيع التعاون في الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الخضراء والأدوية بقيمة 771 مليار دولار سنويًا. وكان الاتفاق قيد التنفيذ منذ نوفمبر 2022، حيث تسعى بكين إلى مواجهة الضغوط التجارية الأمريكية، في حين من المتوقع أن يلتقي الرئيسان شي وترامب في سيول في 31 أكتوبر. وقد دفع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى تسريع تحرير التجارة، في حين أشاد رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ بإمكانيات الاتفاقية في فتح فرص نمو جديدة. ومع ذلك، فقد طغت التوترات الأمنية على المكاسب الاقتصادية حيث انتقد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن العدوان الصيني في بحر الصين الجنوبي، وهو مصدر قلق يشعر جميع سكان جنوب شرق آسيا أن الصين تتجاهله بنشاط. تتصادم مطالبات بكين الإقليمية الكاسحة مع العديد من أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ولا تزال المفاوضات بشأن مدونة سلوك ملزمة متوقفة.

ابتهجت وول ستريت بارتفاع افتتاحي قوي مع سير الأمور على ما يرام في الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين وإقبال المستثمرين على الأسهم قبل أرباح الشركات العملاقة هذا الأسبوع، بما في ذلك آبل ومايكروسوفت وأمازون. وتحولت معنويات السوق إلى الاتجاه الصعودي بشكل واضح، حيث انخفضت مقاييس الخوف إلى أدنى مستوياتها في عدة أسابيع مع الشائعات التي تفيد باستمرار التدفقات على الأسهم حتى يتم تطوير الذكاء الاصطناعي العام. وتصدرت شركة Qualcomm قائمة المكاسب بعد الكشف عن شريحة ذكاء اصطناعي جديدة لمنافسة Nvidia.

وتراجع الذهب إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع دون 4000 دولار مع تحسن معنويات المخاطرة والثقة في أسواق الأسهم مما قلل الطلب على أصول الملاذ الآمن إلى جانب نشاط جني الأرباح بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته منذ بداية العام حتى الآن بنسبة 67%. ويحذر المحللون من أن الأسعار قد تنخفض أكثر على المدى القريب، مع اختبار مستويات الدعم الرئيسية.

وتراجعت أسعار النفط مع تحرك دول أوبك+ نحو زيادة إنتاجها لشهر ديسمبر، مع سعي المملكة العربية السعودية لاستعادة حصتها في السوق، مما عوض الزخم الإيجابي من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. أصبحت المجر هدفًا للولايات المتحدة، مما أجبرها على إنهاء اعتمادها على واردات النفط الروسي، رافضةً مزاعم التساهل، ومصرةً على أن تضع بودابست خطة لفطم نفسها عن الطاقة الروسية بدعم من الولايات المتحدة والدول المجاورة.

وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوع واحد مع اقتراب خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وزيادة التفاؤل بشأن اتفاق الإطار التجاري قبل اجتماع ترامب-شي يوم الخميس في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. وارتفع اليوان الصيني في الخارج إلى أعلى مستوى له في عام واحد، في حين ارتفع الين قبل اجتماع بنك اليابان، حيث اكتسب دعمًا من تصريحات وزير الخزانة بيسنت حول السياسة النقدية، في حين سجل اليورو أعلى مستوى له في أسبوع. وسيطرت معنويات المخاطرة على أسواق العملات مع ترقب المتداولين لقرارات البنك المركزي الحذرة.